واجتاحت هيئة تحرير الشام بلدات وقرى في محافظة إدلب، فضلاً عن أجزاء أخرى قريبة من حلب وحماة في سياق عملياتها للاستيلاء على هذه المناطق الشهر الماضي.
وقامت الجماعة، التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة قبل أن تقطع علاقاتها الرسمية مع تنظيم القاعدة منذ ثلاث سنوات، بطرد بعض فصائل المعارضة الأخرى وإجبار البعض الآخر على الاستسلام والاعتراف بـ "الإدارة المدنية" التي تدعمها.
ومع وجود نحو 20 ألف مسلح في صفوفها، تسعى هذه الهيئة إلى فرض حكم إسلامي صارم في المناطق التي تسيطر عليها، ويقول المدنيون إن ممارساتها تشبه إلى حد كبير ما كان يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية.
وتهدد سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب، الهدنة التي توسطت لعقدها تركيا وروسيا ، التي نجحت في حماية 2.9 مليون مدني يعيشون في ذلك الجيب، بينهم ما يقارب مليون طفل، من هجوم حكومي دموي وكارثة إنسانية.
وأفضت الهدنة إلى اتفاق على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد على طول خط التماس لفصل المعارضة عن القوات الحكومية. وطُلب من المتمردين سحب أسلحتهم، كما طُلب من المسلحين "الجهاديين" الانسحاب معهم.
وينتاب السكان القلق من أن الحكومة التي تدعمها روسيا وإيران قد تستخدم مكاسب "الجهاديين" ذريعة لاستئناف قصفها وفي النهاية الشروع بهجوم بري واسع.
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA