سيتغير شيئا ما في الحكومة التي اعترفت فورا بانتصار يمين الوسط بالرغم من أن مانويل فالس قد أعلن أن نتيجة الليلة لن يكون لها تبعات. لم يحرز مارين لوبان أي تقدما مع الجبهة الوطنية التي لم تتمكن من الحصول على قسمها الأول، ولليلة كاملة يعود "سوبر ساركوزي" للضحك في فرنسا. وقد أوضح مسح اقتراع الناخبين أن اليمين هو الرابح المتوقع (حيث كان من المتوقع أن يحصد من 64 إلى 74 قطاع من أصل 101 يتم التصويت عليها) وهي نتيجة غير عادية إذا ما فكرنا انطلاقا من 41 قطاع. ويتلاشي الهدف الرئيسي للجبهة الوطنية واليمين المتطرف الفرنسي وهو الحصول على حكومة القطاع الأول في تاريخ الدولة. وفي فوكلوز، إقليم مدينة أفينيون حيث تم انتخاب ماريون ماريشال، حفيدة مارين لوبان ولا توجد أغلبية: 6 مقاطعات حصلت عليها الجبهة اليسارية و6 ليمين الوسط وحصلت الجبهة الوطنية على 5 مقاطعات.
هي بالضبط العملية المعاكسة للجبهة اليسارية والتي انطلقت من 60 ووصلت إلى ما يقرب من 30 مقاطعة. وإذا كان الأسبوع الماضي قد شهد حذراً فاليوم رفع الرئيس السابق من حدة الموقف وهاجم الحكومة والإليزيه قائلاً: "الفرنسيون رفضوا عبر تصويتهم سياسة أولاند وحكومته. وهذا رفض بالإجمال ودون مقدمات فلم تخسر أبدا أغلبية قطاعات كثيرة ولم تبعث سلطة في الحكم بهذا الكم من انعدام الثقة ولم يحدث أبدا في الجمهورية الخامسة أن يحصل اليمين على نتيجة كهذه".
وبعد ذلك قد احتفظ ببعض التحيز لفالس الذي أعلن منذ أيام قليلة أن التصويت لن يغير شيء وهاجم ساركوزي قائلاً: "بهذا الشكل قررت الحكومة أن تتجاهل تصويت الفرنسيين والفرنسيون يستطيعون تذكر إشارة الاحتقار هذه" واستمر ساركوزي في مهاجمة خليفته في الحكم وسياسته، وتابع قائلاً "لم تجسد السياسة أبدا الهزيمة على أي مستوى فبدءً من الحكومة إلى المسئولين عن القطاعات لا نجد سوى الكذب و فقدان البصر والعجز".
وستبدأ المحاسبات بدءً من الغد عندما ينتظر أولاند وفالس علامات الانتصار بعد ثلاثة أعوام من الهزائم السياسية والاقتصادية والصورية. هذه اللحظة في قمة الخطورة حيث أن الثلاثين عضواً من عناصر الجبهة اليسارية غير متساهلين، لشهور، في عدم إعطاء أي شيء للحكومة وأعلنوا اليوم عن هدنة فورية. حصل فالس الذي قاد بنفسه الحملة الانتخابية على هزيمة قاسية، وفي الحوار المقتضب حذر من "النتائج العالية جدا التي حصل عليها اليمين المتطرف" والتي "ستبقي تحديا أمام الجمهورية" ثم تطرق إلى اللحظة الحساسة بسبب "التهديد الإرهابي" و "عدم وحدة" اليسار. وفي اليمين المتطرف الذي كان يحتفل بحصوله على قطاع واحد على الأقل (وهي المرة الأولي في تاريخ فرنسا) بقيت مارين لوبان خالية الوفاض حيث حصلت على مقاعد أقل من المتوقع مع حوالي مئة مستشار (من أصل 4,000 في كل البلاد) بينما في المرات السابقة كانت الجبهة الوطنية غائبة (حيث حصلت على ممثل واحد في المقاطعات) وبعد الضحكات والتصريحات بقيت التوقعات المتعلقة مارين والجبهة الوطنية مخيبة للآمال. أنسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA