انسامد - 14 اغسطس - اب - لم يكن يتبقى سوى يومين على الثامن من يونيو/حزيران 2019، موعد افتتاح مطعم "كو فاديس"، ببلدة ليتشى بإقليم بوليا جنوب شرقي إيطاليا. وقد ظل صاحب المطعم، لوتشيانو فاجيانو، يحلم بهذه اللحظة لعقدين من الزمان تقريبا! وقال فاجيانو: "أخيرا أشعر بالسعادة"، وهي الكلمات التي ترجمها لي ابنه، أندريا، من اللغة الإيطالية.

ولد لوتشيانو لعائلة مالتاريخي في العاصمة البريطانية لندن قبل أن يتمكن من افتتاح مطعمه الخاص الذي أطلق عليه اسم "موبي ديك" ببلدة توري ديلورسو، التي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي ليتشى. وحين أغلق مطعمه أبوابه عام 1987 قرر أن يترك عالم المطاعم للتركيز على الاستثمار في العقارات وتأجير السكن.ن المزارعين وكان يساعد عمه في مطعمه وهو صبي، وهو ما جعله يعشق الطعام. وحين بلغ السابعة عشرة من عمره، عمل بمطعم "كو فاديس" لكن شاء القدر عام مدة عقد مستأجري المكان، إذ كانت السياحة قد بدأت تنتعش في المنطقة. وحين حفر العمال في الأرض لتغيير مواسير الصرف وجدوا التاريخ يفتح أمامهم إحدى صفحاته التي طالما أبقاها طي الكتمان2000 أن يشتكي المستأجرون من الرطوبة بالطابق الأرضي ببنايته، واعتزم لوتشيانو حل المشكلة وتحويل المكان إلى مطعم صغير فور انتهاء .

وبعد حفر استمر ثمان سانو وأبناؤه، أندريا وماركو ودافيد، عالما خفيا يعود للقرن الخامس قبل الميلاد.نوات اكتشف لوتشي يقول أندريا: "وجدنا الكثياتم ذهبي لأحد الأساقفة مرصع بثلاثة وثلاثين حجرا من الزمرد، فضلا عن قطع من الفخار وأطباق خزفية، وألعاب للأطفال صنعت من الطين، وتماثيل، ناهيك عن سرداب يؤدي إلى المسرح الروماني القديم"ر من الأشياء - خمسة آلاف قطعة أثرية تحديدا - عملات وخ.

ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على حياة سكان المنطقة القدامى عبر حقب زمنية مختلفة، بدءا مهضة، فيما تعود بعض القطع الأقدم إلى زمن قبيلة الميسابي التي عاش أبناؤها في منطقة سالينتو قديمان عهد الإمبراطورية الرومانية ومرورا بالعصور الوسطى وعصر الن.

وبينما اضطلعت أسرة فاجياآثار التي أوكلتها الحكومة، على عملية التنقيب، إذ أن القانون الإيطالي يعطي ملكية أي اكتشاف تحت الأرض للحكومة بغض النظر عن المالك للأرضنو بكافة أعمال الحفر، أشرفت دوتوريسا تانزالا، وهي عالمة ال.

ولذا يقول أندريا إن آلاف القطع الأثرية أودعت في مخازن متحف سيجيزموندو كاستروميديانو بالمدينة وقلعة ليتشى المعروفة بقلعة شارل الخامس. لكن تمكنت عائلة فاجيانو من استعارة بعض القطع.

وبينما كانت الخطة الأصلية تهدف إلى فتح مطعم بالبناية في 56 شارع أسكانيو غراندي ما إن يرحل المستأجرون، فتحت الأسرة عام 2008 متحفا مستقلا مكونا من أربعة طوابق فوق موقع التنقيب.