Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.

Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.

Puoi leggere tutti i titoli di ANSA.it
e 10 contenuti ogni 30 giorni
a €16,99/anno

  • Servizio equivalente a quello accessibile prestando il consenso ai cookie di profilazione pubblicitaria e tracciamento
  • Durata annuale (senza rinnovo automatico)
  • Un pop-up ti avvertirà che hai raggiunto i contenuti consentiti in 30 giorni (potrai continuare a vedere tutti i titoli del sito, ma per aprire altri contenuti dovrai attendere il successivo periodo di 30 giorni)
  • Pubblicità presente ma non profilata o gestibile mediante il pannello delle preferenze
  • Iscrizione alle Newsletter tematiche curate dalle redazioni ANSA.


Per accedere senza limiti a tutti i contenuti di ANSA.it

Scegli il piano di abbonamento più adatto alle tue esigenze.

  • انسامد
  • الشبكة الاخبارية لوكالة الأنباء الايطالية أنسا
ANSAMed
مجتمع - تغطيات
حوار مع النحات العراقي الكبير علي الجابري المقيم في ايطاليا
    انسامد 7 يونيو/ حزيران النحات علي الجابري المولود في قضاء قلعة صالح بمحافظة ميسان جنوب العراق عام 1948 مقيم في ايطاليا منذ خمسين عاما منذ تخرج معهد الفنون الجميلة وتخصص فيه بالفنون التشكيلية وتتلمذ على يد كبار الفنانين التشكيليين العراقيين أمثال فائق حسن ،وإسماعيل الشيخلي، وإسماعيل فتاح الترك ،وسعد الطائي ،ونزيهة سليم ،وخالد الرحال.

    وسافر فور تخرجه عام 1971 إلى إيطاليا ودرس النحت في أكاديمية روما للنحت مع بيريجلي فاتسيني ومارتشيلو أفينالي، وتخرج منها بامتياز مع مرتبة الشرف.ويعد الجابري أحد مؤسسي مدرسة الرمزية الحديثة ، ويشغل حاليا منصب رئيس الفنانين التشكيليين العرب في إيطاليا، ويعد الناقد الإيطالي فيتوريو كويريل النحات علي الجابري أبرز من نجحوا في العالم ، في خلق تناغم بين المادة والفكرة والتقريب بين الرسم والنحت واستخدام جميع المواد الحديثة في تنفيذ الفكرة، كما يعده الفنان الأنشط في العالم العربي.مثل الجابري العراق وإيطاليا في معارض دولية عدة وحصل على العديد من الجوائز، وعمل أكثر من 50 معرضا شخصيا داخل وخارج العراق، وله 300 مشاركة دولية. أما أهم مشاركاته فهو بينالي فينيسيا في الأعوام 1976 و1988 و1990،وقد حقق الكثير من المنجزات الابداعية داخل وخارج العراق وايطاليا ،واعماله موزعة في اكثر من بلد. ويستمد الجابري شهرته العالمية من نصب بلاط الشهداء الذي شيده في منطقة الدورة ببغداد والذي يرمز إلى بشاعة اغتيال آلة الحرب للأطفال،ويعد أكبر نصب في التاريخ من حيث حجمه وطريقة تنفيذه، وبلغ وزنه ثلاثة أطنان وهو مصنوع من الزجاج. مع هذا النحات العراقي والعالمي الكبيركانت لنا هذه الجولة من الحوار: *وأنت الذي ولدت في قضاء قلعة صالح في محافظة نيسان (العمارة) التي كانت كما باقي العراق مهد أولى الحضارات الانسانية التي علمت البشرية أبجدية العلم والنور والمعرفة ..ما الذي دفعك لولوج عالم الفن التشكيلي وبالذات عالم النحت ؟وكيف ابتدأت الرحلة مع هذا الفن الجميل وربما الاصعب بين باقي الفنون التشكيلية؟ - ولدت في أرض عراقية وتاريخية في الدم والتربة ، لقد منحتني قوة خارقة في التعبير عن كل مايدور من عمل فني ،واستخدام المادة الطينية كان منذ الخامسة من عمري حيث كنت العب في الطين وكل العابي في الطفولة كانت من الطين ،ولم احصل في حياتي على لعبة من أهلي وكل ماحصلت عليه من هدايا في الاعياد من عملي الشخصي، وبمساعدة أخواتي كنت أفخر الاشكال الطينية في التنور بعد تجفيفها في الشمسً .هذا في قلعة صالح وبعد انتقالنا الى بغداد كان استاذ الرسم يوفر لي الطين والالوان والورق، وفي النهاية أعمل معارض مع الطلاب أو لوحدي وقد زار أحدها الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1963 ،في مدرستي الابتدائية التي أرسل هدية عشرين دينارا لإعجابه بالمعرض ،وكانت والدتي تشجعني على ذلك لانها كانت تعمل في الطين والحياكة والغزل بالالوان.

    *اذا كان الامر كذلك فبمن تأثرت ؟ ومن هو عرابك الحقيقي في عالم النحت ؟وما الذي استفدت منه تحديداً؟ - تأثرت بالعائلة ،لأن الجميع كانوا يعملون الطين المفخور والاواني البيتية ،وبعد مرور فترة الزمن انهيت دراستي المتوسطة فنصحني استاذي انذاك أن ادرس في في معهد الفنون الجميلة صباحاً ،وكنت أثناء الفرص أصور طلبة المعهد والحفلات والمسرحيات لأنني من عائلة متوسطة ،لايمكنها توفير مصاريف الدراسة التي انهيتها لينصحني اساتذتي بالسفر الى إيطاليا، لانهم غير قادرين على متابعتي وأنني بحاجة الى اساتذة أكثر تطورا لاستفيد من خبراتهم ،وتم تقديم طلب الى السفارة الايطالية في بغداد فحصلت على التسجيل، وخلال وجودي في بغداد عملت ايام العيد في حديقة الامة وسلمان باك واشتريت كاميرا وفلاش ،وبعد وصول الموافقة على قبولي بعت كل ما أملك وسافرت الى روما في القطار المتجه الى تركيا، وأنا لدي 150 دولاراً وودعني والداي اللذان لم يكونا يعرفان ايطاليا ،وأقام اصدقائي من فرع الموسيقى في المعهد حفلا لتوديعي في المحطة وكان ذلك عام 1970 وكان متاعي التمر والكليجة ،ومن تركيا توجهت الى بلغاريا ومنها الى يوغسلافيا ثم ميلانو في إيطاليا، وبصحبتي كتاب كيف تتعلم الايطالية في اسبوع ،حتى وصلت الى روما وسجلت لخوض الامتحان الاول تمهيداً للدخول الى الاكاديمية في قسم النحت.وقبلني البروفيسور المشرف في السنة الثالثة ولكني رفضت ذلك ،فأخذني الاستاذ خالد الرحال الذي كان يدرس ايضا فيها الى البروفسور ،لاقناعه بأن ادرس مع طلبة المرحلة الاولى ،ولكنه قال هذا أحسن المدرس لايجوز وضعه مع الطلاب ،وبعد مشقة تم قبولي في السنة الثانية ،وبدأت الدوام ولما عرف البروفيسور ان حالتي المالية ضعيفة كتب الى الوزارة فمنحوني منحة بشروط ،تقضي بعودتي مباشرة الى الوطن وأن لا اتزوج خلال الدراسة وغيرها ،فرفضت المنحة وبعدها اخبرني السفير سوف تموت من الجوع .

    * واستمرت الرحلة في المعقل الابرز نحتيا في اكاديمية روما فما الذي تمخض عنها من دلالات ابداعية وفكرية وجمالية ؟ - لقد استفدت من اساتذتي في العراق ومازجت بين ذلك مع ما استفدته من اساتذتي الطليان، وبدأت أشارك في المسابقات وأنا طالب في الاكاديمية وحصلت على جوائز عدة، وكنت أرسم في الشوارع والمتنزهات وأحصل في اليوم الواحد ما يعادل مجموع ما تعطيه الوزارة في العراق.

    *وبعد هذا التكامل المعرفي نظريا وتطبيقيا ما أبرز المنجزات التي حققتها في العراق ؟ وما حكاية أكبر نصب انجزته في التاريخ نفذته في العراق؟ وكان يشير الى موهبتك وابداعك على الرغم من كم النحاتين العراقيين الكبار الذين عاصرتهم؟ - أنا حتى الان لم أنته من تجاربي واستمراري في الانتاج اليومي دون انقطاع ،والعمل نظرياً وعملياً ،والمنجزات التي حققتها في بغداد كثيرة ومتنوعة وكانت من الرخام والبرونز والمواد البلاستيكية بأنواعها ،والذهب والفضة والنحاس وغيرها اضافة الى السيراميك والرسم ،أما حكاية أكبر نصب في التاريخ فيتمثل بالمكعب الشفاف الذي تم نصبه في مدرسة بلاط الشهداء في بغداد، ويبلغ وزنه ثلاثة أطنان من مادة زجاجية ويمثل شهادة الطفولة اثناء الحرب العراقية الايرانية ،وعجزت ألمانيا واليابان عن تنفيذه ونجحت في تطبيق الفكرة في مشغلي بإيطاليا، والنصب عبارة عن مكعب زجاجي تم ملؤه بمخلفات الأطفال الذين قتلهم القصف من أحذية وحقائب وكتب ومأكولات..

    *لم يتوقف حضورك وعطاؤك عند المشهد العراقي فكنت حاضراً في المشهد الإيطالي ما أبرز انجازاتك في ايطاليا ؟ وكيف استطعت أن تنافس نظراءك الايطاليين؟ - في ايطاليا انجزت اكثر من عشرين نصباً في الساحات والدوائر الحكومية ،والقوانين في ايطاليا لا تتيح للفنان عرض عمله دون مشاركته في مسابقة تعلن في الجريدة الرسمية كما (الوقائع العراقية ) ،حيث تنص القوانين الايطالية على استقطاع عشرة بالمائة من كلفة إنشاء أي بناية حكومية للاعمال الفنية التي تزين مدخل المبنى وكذلك داخله، وهذا يسري على المسارح والكنائس وغيرها ،ويحق للفنان المشاركة بأكثر من عمل وتشكل لجنة من وزارة التخطيط وتقدم الاعمال دون ذكر الاسماء التي تكون مخفية وسرية ويفوز الفنان الناجح عمله فنياً.وهنالك لجان تتابع الفنان للتنفيذ حسب المصغر الفائز ويرفض العمل إذا أخل الفنان بالشكل واللون ،وبعدها يوضع في المكان المناسب ويسجل تاريخيا ويصبح ملكاً للحكومة الإيطالية. * اعتبرك الناقد الايطالي فيتيريوكويريل أبرز من نجحوا في في العالم في خلق خلق تناغم بين المادة والفكرة، والتقريب بين الرسم والنحت واستخدام جميع المواد الحديثة في تنفيذ الفكرة، بل والانشط في العالم العربي؟ - المدرسة الرمزية الحديثة وأهميتها الآن في العالم ،تعطي للمشاهد حرية الفهم والتعبير عن شعوره حسب ثقافته وفهمه للعمل الفني ولا تقيد المشاهد ،وأكثر الرموز الموجودة الآن نراها وندرسها ونضعها في المكان المناسب ،وهذا النشاط كان بحاجة الى التمويل والدعاية ،ونجاحي في خلق التوافق بين الرسم والنحت كان سر عقليات الذين ساعدوني في العمل، فهنالك كتب تاريخية ومنشورات قيمة كانت استفادتي منها عظيمة ،لاسيما فيما يخص الجمع مابين المادة والفكرة وكذلك نشاطاتي والتنوع في الاستخدام، ولهذا لايمكن ذكري كفنان عربي فقط لأنني أمضيت خمسين عاما من التجارب في ايطاليا .أما الفنان العربي فهو مغلق على همومه ومشاكله فليس هناك بيع او شراء ،مع ندرة توفر المصاهر الفنية وبنوعية غير جيدة حتى بات ينفذ عمله بيده في كثير من الاحيان ،ولهذا سوف ينحت العمل في مدة وجيزة لتأتي النتيجة خائبة ، عليه يجب أن يعطى العمل لذوي الاختصاصات المهنية وهذا ما يفتقر اليه البلد العربي.

    *في ظل هذا التراكم النوعي والكمي لابداعاتك المتنوعة داخل وخارج ايطاليا واعترافا بمكانتك ،تم افتتاح متحف خاص بها في موقع مهم من روما وهو ربما لم يحصل لفنان غير ايطالي ؟كيف تنظر لذلك؟ وماذا يشكل لديك شخصيا بشكل خاص وللعراق بشكل عام؟ - إن عملي ومهنتي تتطلب أن أخلص في تقديم عمل يكون في قمة الابداع والنوعية ليكون فريداً ،وكان الرصيد المتحقق ما تراه من أعمال لي في أنحاء العالم ،والانتاج الفني موجود في كل وقت وكثير من الدراسات حاضرة في كل ملامحها لتدخل المتاحف ودور العرض ،حيث أنني لست بالفنان الذي لديه مائة عمل او ألف لوحة أو ألف تمثال أو طين مفخور أو رسم على الورق أو على الزجاج، ولهذا فأعمالي حاضرة ومخزونة وأخاف عليها مثل أحفادي وأولادي ،واذا بيعت أبكي وراءها لاني أعزها من كل قلبي ،وقدجاء افتتاح هذا المتحف ليكون بادرة فريدة أعتز بها ،لأن المتحف يضم 300 عملاً من النحت بكل الأنواع ومن الرسم بكل الحجوم ،وحين افتتح المتحف كان الحضور ممتازاً حضره السفير الكويتي والعمدة الايطالي والفنانون والموسيقيون في حفل كان من أروع مايكون *وهل توقف حضورك الابداعي عند هذه الحدود ما بين العراق وايطاليا أم انتقل الى مدن وبلدان عربية واجنبية؟ - كما تعرف أن الفنان الحر لا يتقاعد وقد حققت الكثير مما أطمح له ،وسوف أواصل حتى آخر لحظة من حياتي لأن أعمالي تملأ أكثر الدول والبيوت وحتى تحت الارض ،لأنني عملت تمثالين من البرونز للحجر الاساس تحت الارض لمشاريع الدولة المهمة آنذاك، بعمق عشرة أمتار أسفل البناء وبصورة غير معروفة ،وقد حصلت على الجائزة الاولى وقد طبع منها 160 تمثالاً وزعت في كثير من المشاريع العراقية المهمة.

    وخارج ايطاليا والعراق حققت الكثير ومنها أكبر نصب برونزي يقام في العاصمة القطرية الدوحة ،واستغرق العمل فيه خمسة أشهر بينما استغرق نقله من إيطاليا إلى قطر ونصبه في فندق الفصول الأربعة نحو شهرين ،وكان تصميم وتنفيذ العمل بالغ الصعوبة نظرا لطريقة جمع أربعة أسراب من الحمام في عش واحد، لتنطلق منه ستة أسراب أخرى في تكوين بيضوي يجمعها ثانية عند قمة التكوين ،الذي يرمز للحياة لتنطلق على شكل ستة أسراب منفصلة نحو الأعلى. - نصير شمة الانسان والفنان والموسيقار العالمي، نعم تبرعت له بهذا العمل عندما منحته اليونسكو لقب سفيرها للسلام ليكون له أكثر من معنى، وسيكون من الاعمال المتميزة في العالم ،وهو بحجم 1.80 م ومن مواد حديثة وكل الدراسات والنماذج جاهزة وتم تحديد موعد معه ،لأخذ بعض الاشياء منه لاتمام العمل لينقل الى بغداد ويوضع في مكان خاص ،لأهمية هذا العمل وتفرده شكلاً ومضموناً ،وما دامت المحبة والاخوة قائمة سيكون كل شيء سهلاً فهو فكرة تسكنني منذ مدة ،والآن آن آوانها لتكريم هذا الرمز الوطني الكبير ...،فأنا أعده سفيراً لكل سفراء العرب في العالم لما له من إنجازات وحضور وتأثير دولي وإنساني وحضاري وابداعي كبير. *على ذكر الموسيقار نصير شمة فإنه أطلق (مبادرة ألق بغداد)التي ستعيد الألق لبغداد ،بالتعاون مع الرأسمال الوطني المصرفي العراقي فهل ستكون لديكم اسهامات محددة ضمن هذه المبادرة؟ - ألق بغداد هذا المشروع الجمالي والمعماري والسياحي سوف يكون لنا تعاون متكامل لانجاحه، وقدمت للاخ نصير افكارا موجودة لديه لكي يتم البت بها بعد الدراسة والبحث والتمويل.

    *وكيف تنظر لحركة التشكيل العراقي عامة والنحت خاصة في المرحلة الراهنة ؟وهل هناك أسماء أو أعمال أثارت انتباهك داخل أو خارج العراق ؟ ولماذا؟ - النظرة للتشكيلي العراقي كقيمة فنية وفنانين هم على مستوى عالمي من حيث الكفاءة والابداع ،ولكن لايوجد لهم دعم من الدولة ولا من الاغنياء الذين يبنون ولم يتعلموا حتى من بعض الدول المجاورة ،لا أهمية للفنان ويعدون عمل نصب سيكون مهدداً من الاخرين بالهدم دون أن يعلموا أن الفنون السومرية والبابلية والاكدية والاشورية والاسلامية تملأ الارض عبر العصور، وقد أنجزها عراقيون كثر في حين في هذه الفترة يفضلون الاعمال الاجنبية الصينية والكورية وغيرها ،وهذا الإهمال يشمل المصاهر وانتاجاتها غير الجيدة في وقت هناك مواد جديدة تضاهي الرخام والبرونز ولدينا نحاتون جيدون ،العراق أغنى بلد في العالم ولديه ايضا أفضل الفنانين ،أقول للمعنيين، لا تقطعوا أرزاقهم ولا تجعلوا العقول الفذة تهرب الى بلدان تستغل الفنانين ، ولا يمكن تعويضها الى الأبد.